ومنذ سقوط الملكية في إيران مرورا بالحرب العراقية الإيرانية والى يومنا هذا لا نبالغ عند وصف السياسة الأمريكية في المنطقة، ومعها بريطانيا وفرنسا بدور محدود، بانها لا عقلانية واستعلائية ولا تكترث بحق الشعوب في الامن والاستقرار والازدهار..
يثير ملف شحة المياه في العراق التساؤل مجددا حول انجازات الحكومات العراقية المتعاقبة منذ العام 2003، فعلى الرغم من الموارد المالية الاستثنائية التي تدفقت على البلد طيلة السنوات الماضية، الى ان الجهود الحكومية في تحقيق الامن والسلام والرفاه، وتأمين الامن الاقتصادي والغذائي والمائي، بُددت في إطار التجاذبات السياسية والصراع المقيت على المال والسلطة على حساب السيادة والامن والاقتصاد..
انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران والعقوبات الاقتصادية المرتقبة بعد شهور، تهدد استقرار ونمو الاقتصاد الإيراني الذي لم يلتقط انفاسه بعد من العقوبات السابقة. حيث يعاني البلد منذ سنوات من اضطراب مالي وضعف في مناخ الاستثمار وتدهور حاد في المستوى المعيشي..
القوى التي تدعمها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضمنيا قوى ضعيفة، اذ فقد سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني الموالي للسعودية، وزعيم كتلة "المستقبل" السنية، ثلث مقاعده البرلمانية، وفشل المنافس السنّي أشرف ريفي الذي هاجمه بسبب علاقته مع حزب الله في الفوز بمقعد برلماني..
البرنامج النووي حقق نجاحا كبيرا خصوصا في مرحلة الاتفاق الدولي مع مجموعة الــ 5+1 وان الترويكا الاوروبية ملتزمة بهذا الاتفاق جيداً لكننا نشهد تغير كبير في نهج الولايات المتحدة الامريكية تجاة المواقف النووية لكل من كوريا الشمالية وايران حيث نراها سابقا تقود سلم تصعيد الازمة الى التصعيد الشديد لكلاهما ومن ثم تتفق مع ايران اتفاقا نوويا واليوم نراها تحاول الوصول الى طرق مفاوضات جديدة مع كوريا الشمالية وتتبع التصعيد مع ايران فما هذا النهج الذي تسير عليه ؟..
إن الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي لا يمكن أن يحدد مصير الاتفاق أو يلغيه بشكل نهائي؛ لأن الاتفاق اتفاق جماعي بين عدة أطراف دولية ومصادق عليه في مجلس الأمن، لكن على الرغم من ذلك يمكن أن يتوقف مصير الاتفاق على الرؤيتين (الإيرانية والاوروبية)..
على الرغم من الحديث عن القوة العسكرية الإيرانية وخاصة صواريخها البالستية، لكن في الحقيقة ان إيران ضعيفة عسكرياً وتفتقر الى نظام خاص متعلق بالقوة الجوية والدفاع الجوي، وسيكون لحملة القصف الأمريكية ضرر بالغ على البنية التحتية العسكرية والاقتصادية الإيرانية..
كمرشح للرئاسة الامريكية، تمتع الرئيس ترامب بسمعة كونه مثيراً للمشاكل. أما كونه رئيساً، فإن الوسائل المتاحة لديه قد ضعفت عندما لا يستطيع العاملون معه على توقع قراراته او تحديد اولوياته. ان الحكومات حول العالم تحاول مساعدة الولايات المتحدة، الا انهم لا يعرفون كيفية ذلك، فهم لا يفهمون السياسة الامريكية او اتجاهاتها..
ان الحكومة العراقية قطعت مسافة جيدة في وضع العراق على المسار الصحيح وعملت على تصحيح المسار مع المحيط الاقليمي العربي . وكذلك نجحت في استثمار ازمة استفتاء اقليم كردستان وتحويلها الى فرصة عززت من خلالها التعاون مع الجارة الشمالية تركيا والجارة الغربية ايران..
ان الاختيارات لمقاومة العدوان الايراني قبل الصفقة النووية كانت كثيرة. فقد ادرك الرئيس جورج دبليو بوش هذا في نهاية فترة رئاسته، وفهم الرئيس الامريكي اوباما هذا الامر في بداية رئاسته، الا انه اختار تحديد اولوياته من خلال الاتفاقية النووية..
لا يجب على الولايات المتحدة الامريكية اتخاذ قرارات عسكرية او دبلوماسية استنادا على ما يحفظ مصداقيتها فقط، لأن المصداقية يجب ان تكون وسيلة وليس هدفاً بحد ذاتها. ولكن الولايات المتحدة لا تستطيع الاستمرار بقيادة الاجراءات الدولية المصممة للدول المقاطعة واحضارهم مجدداً الى طاولة المفاوضات..