الحرب الاسرائيلية - الايرانية واسواق الطاقة العالمية

شارك الموضوع :

تراجعت الأسواق العالمية بعد رد إيران على الهجمات الإسرائيلية على منشآتها النووية والصاروخية، مما أثار مخاوف من اتساع نطاق الصراع ودفع الطلب على أصول الملاذ الآمن كالذهب ولذلك ارتفعت اسعاره. كما ظل المستثمرون حذرين قبل ورود تحديثات حول هدنة محتملة بين الولايات المتحدة والصين بشأن الرسوم الجمركية

 ستظل التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط والحرب الاسرائيلية الايرانية محور الاهتمام خلال المرحلة المقبلة في أعقاب الضربة الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية والرد الصاروخي الايراني على تل ابيب، مما يزيد المخاوف من صراع إقليمي أوسع، واسوق الطاقة العالمية، واهمها النفط، ستكون اول المتأثرين جراء تلك التطورات الامنية في المنطقة. ووفق المعطيات والاهداف المعلنة والضمنية تؤكد ان تلك الحرب بدأت ولا يعلم متى تنتهي، ولاسيما وان نوعية الاستهداف الاسرائيلي ضد إيران استهدف المجتمع العسكري والمجتمع النووي الايراني في دلالة واضحة على ان الهدف هو اجبار النظام الحاكم في إيران على التخلي عن البرنامج النووي الامر الذي ترفضه إيران. 

وقد تراجعت الأسواق العالمية بعد رد إيران على الهجمات الإسرائيلية على منشآتها النووية والصاروخية، مما أثار مخاوف من اتساع نطاق الصراع ودفع الطلب على أصول الملاذ الآمن كالذهب ولذلك ارتفعت اسعاره. كما ظل المستثمرون حذرين قبل ورود تحديثات حول هدنة محتملة بين الولايات المتحدة والصين بشأن الرسوم الجمركية.

ولازالت المؤشرات الاقتصادية العالمية الخاصة بأسواق الطاقة على وجه التحديد، يمكن ان تزيل تخوف واشنطن في الدخول في الحرب وتحقيق هدفها من المفاوضات النووية مع إيران بالقوة وليس عبر التفاوض. 

ارتفع النفط الخام غرب تكساس الوسيط بنسبة (5.60%)، والنفط الخام برنت بنسبة (5.55%)، قفزت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 7.2%، متخلية عن بعض مكاسبها بعد أن سجلت أعلى مستوى لها منذ شباط وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط. 

ارتفعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي الأوروبي بنسبة 5% تقريبًا لتتجاوز 38 يورو/ميغاواط ساعة يوم الجمعة، وهو أعلى مستوى لها منذ أوائل نيسان الماضي، متتبعةً ارتفاعًا أوسع نطاقًا في أسواق الطاقة وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط. بالإضافة إلى المخاطر الجيوسياسية، تساهم عوامل أخرى في الضغط الصعودي على أسعار الغاز. 

 بلغ إنتاج إيران من النفط الخام في نيسان 3.305 مليون برميل يوميًا، مما يؤكد الدور الحيوي للمنطقة في إمدادات الطاقة العالمية. ومما زاد من الشعور الإيجابي، أظهرت بيانات وكالة الطاقة الدولية انخفاضًا أكبر من المتوقع في مخزونات النفط الخام الأمريكية الأسبوع الماضي، مما يشير الى قوة الطلب. وعلى الرغم من تصاعد التوترات الجيوسياسية، طمأنت وكالة الطاقة الدولية الأسواق بأنها تحتفظ باحتياطيات طوارئ تبلغ 1.2 مليار برميل وأنها مستعدة للتدخل إذا لزم الأمر.

ورغم أن الهجمات لم تستهدف البنية التحتية النفطية بشكل مباشر، إلا أن المستثمرين لا يزالون حذرين من الرد المحتمل، لا سيما بالنظر الى سيطرة إيران الاستراتيجية بالقرب من مضيق هرمز، وهو ممر حيوي لشحنات النفط العالمية. وبالرغم من ذلك، لا يمكن لإيران ان توقف الملاحة النفطية العالمية في مضيق هرمز خشية امور اساسية: الاول، هذا الاجراء سيدفع الى ارتفاع أكبر في اسعار النفط وبالتالي سيدفع الكثير من دول العالم الى مساندة اسرائيل. والثاني، خشية من دخول الولايات المتحدة على خط الحرب، وتدرك إيران ان الولايات المتحدة لديها اسلحة قادرة على تدمير البنية التحتية النووية في إيران والتي لا تملكها اسرائيل ولذلك لم تستطع الاخيرة تدمير كامل في تلك البنية. والثالث، ان ايقاف الملاحة الطاقوية في الخليج العربي سيلحق الضرر في مصالح الدول في المنطقة وفي مقدمتها الدول الخليجية والعراق وبالتالي تفقد إيران مساندة جيرانها، فضلا عن امكانية توسع الحرب لتكون حرب اقليمية وهو ما لا يرغب به متخذ القرار في إيران.

اضافةتعليق


جميع الحقوق محفوظة © 2023, مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية