أن كل المنجزات التي حققها السيد العبادي، ربما تصبح في مهب الريح أن لم يتمكن من قراءة المشهد السياسي القادم واقناع مؤيديه داخليا وخارجياً بخطوات تصحيحية تعيده إلى الواجهة السياسية، لاسيما على صعيد التحالفات السياسية التي سيخوض من خلالها الانتخابات القادمة أو تحالفات ما بعد الانتخابات..
اغلب التحالفات الحالية هي كانت ابتداء مسيطرة على المشهد السياسي باستثناء بعض التغييرات البسيطة عبر تطعيم التحالفات الشيعية ببعض السنة او القوى المدنية وتطعيم القوائم السنية ببعض القوى الوطنية او الليبرالية ونزول المدنيين والشيوعيين بتحالف جديد مدعوم من الاستقامة الصدرية..
ان الدور الملقى على عاتق المفوضية الجديدة كبير جداً نظراَ للظروف المحيطة والمخاطر المحدقة لا سيما بعد خروج العراق منتصراً من حربه ضد تنظيم داعش الارهابي وبعد بسط نفوذه على المناطق المتنازع عليها مع الكرد والتوجه صوب خطة شاملة لإعادة النازحين والمهجرين الى سكناهم..
هناك فجوة بين عمل البرلمان وعمل الحكومة وهناك تباعد واضح بينهما في الرؤى والاجراءات. فالبرلمان لم ينجح في وضع ادارة انتخابية مستقلة قادرة على ان تجعل الانتخابات القادمة خطوة باتجاه التصحيح وان تعبر اصدق تعبير عن الناخبين والجمهور..
أن هذه الدراسة وتلك التي سبقتها تدلل على اتجاه الرأي العام العراقي باتجاه الموضوعية والابتعاد عن الانتماءات الاخرى التي يمكن أن تؤثر في السلوك السياسي والشك ان هذه النتيجة تعبر عن أن المستقبل السياسي العراقي سيسير إلى الاستقرار والنمو باتجاه الوحدة الوطنية..
لقد بين الاستطلاع ان الاحباط وجد طريقه الى نفس الناخب العراقي بحيث جعل نسبة لابأس بها من الرأي العام العراقي تعتقد ان اجراء انتخابات جديدة لن يأتي بجديد وهذه الحقيقة تتطلب الالتفات اليها بجدية من صانع القرار العراقي لبناء دولة ديمقراطية حقيقية يتقاعل فيها الحاكم مع المحكوم بايجابية..