باتت إدارة الجودة الشاملة بنجاح، تمثل عملية فاعلة لتطوير عمليات التخطيط، ومن ثم تفعيل نظام المراقبة بشكل جيد كي تتم معالجة الأخطاء بشكل فوري وسريع، ومثل هذه الخطوات في حال تحققت فإنها تؤدي بالنتيجة إلى مضاعفة الإنتاج وفي نفس الوقت زيادة كبيرة في الجودة وهذا يعني نجاحا كبيرا للمؤسسة الإنتاجية وتقدما حاسما في ميدان المنافسة المحتدم
الجودة الشاملة مفهوم اقتصادي مهم ساعد على تطور وتحسين العديد من المرافق الإنتاجية المختلفة، والمقصود بالجودة الشاملة، هي تلك الجودة العملية في كافة المراحل الإنتاجية، بدءًا من التخطيط الأولي للمشروع، مع المسايرة الجادة لمراحل الإنتاج، من خلال عنصر مهم جدا يرافق الجودة الشاملة ونعني به المراقبة.
تعدّد المراحل الإنتاجية تبدأ من فكرة المشروع الإنتاجي، وهذه الفكرة يجب أن تخضع للتخطيط، والتخطيط نفسه يجب أن يخضع للمراقبة، فلا توجد مرحلة إنتاجية تخلو منها المراقبة، وهذا الشرط تفرضه الجودة الشاملة، حي تؤدي المراقبة في كل المراحل إلى ضبط المسار الإنتاجي بعيد عن الغفلة أو الإغفال الذي قد يحدث بصورة غير عمديّة.
وكلنا على علم بأن المنافسة بين المؤسسات والمشاريع الإنتاجية كبيرة جدا، والكل يسعى إلى التمسك بالجودة الشاملة من أجل تحسين العمل، ومن ثم تحسين الإنتاجية، لنصل في المحصلة النهائية إلى هدف مهم وأخير، ألا وهو تحقيق رضا الزبون، من خلال جودة الإنتاجية، وبالتالي النجاح في المنافسة، وتحقيق الربحية العالية التي تمثل هدفا رئيسا لكل المؤسسات الإنتاجية، لاسيما أننا نعيش في عصر السرعة الذي يسابق نفسه بجنون.
ويبقى هدف إرضاء الزبون يتصدر الأهداف الأخرى، خصوصا أننا لم نعد نعيش في عالم التأني المفرط، وانتظار النتائج بلا قلق، كلا هذا السلوك في إدارة المؤسسات والمشاريع الإنتاجية لم يعد مجديا، فالكل تعرف طبيعة العصر الذي نعيشه، وكلنا أيضا نعرف أن الربحية هي الهدف، لذلك يجب أن تبقى الجودة العالية والشامل هدف الجميع أيضا.
لذلك في ظل التغيرات المتسارعة في بيئة الأعمال واشتداد المنافسة، أصبحت المؤسسات تسعى باستمرار إلى تحسين كفاءتها التشغيلية وزيادة رضا العملاء. ومن أهم الأدوات التي تدعم هذه المساعي هي إدارة الجودة الشاملة (TQM)التي لم تعد تقتصر على ضبط جودة المنتج النهائي، بل أصبحت جزءًا لا يتجزأ من جميع مراحل الإنتاج، بدءًا من التخطيط وانتهاءً بالمراقبة والتقييم، وهذا يعني أن المراقبة حاضرة في جميع المراحل.
هنا من الأفضل أن نوضح ما هو مفهوم إدارة الجودة الشاملة، إن إدارة الجودة الشاملة هي فلسفة إدارية تهدف إلى التحسين المستمر في جميع جوانب العمل التنظيمي، من خلال إشراك جميع العاملين والتركيز على تلبية احتياجات وتوقعات العملاء. تقوم هذه الإدارة على عدة مبادئ مثل الالتزام القيادي، التحسين المستمر، مشاركة العاملين، والتركيز على العمليات. بمعنى هناك تسلسل في العمل الإنتاجي، تكون المحصلة فيه رضا الزبون.
النقطة المهمة أيضا تكمن في تخطيط الإنتاج ودوره في تحقيق الكفاءة، فتخطيط الإنتاج يعني تحديد كيفية استخدام الموارد المتاحة من مواد، معدات، وأفراد لإنتاج السلع أو تقديم الخدمات بكفاءة وفعالية. ويتضمن ذلك تحديد الكميات المطلوبة، جدولتها الزمنية، وتخصيص الموارد. ويؤثر تخطيط الإنتاج مباشرة على التكلفة، الجودة، ورضا العملاء
كذلك يجب مراقبة الإنتاج كضمان للجودة، لأن مراقبة الإنتاج تهدف إلى التأكد من أن العمليات الإنتاجية تسير وفق الخطط المحددة، ومن أن النتائج النهائية تطابق المعايير المطلوبة. وهي تشمل قياس الأداء، واكتشاف الانحرافات، واتخاذ الإجراءات التصحيحية في الوقت المناسب.، قبل أن تتحول هذه المشكلات إلى عقبات يصعب معالجتها.
وهناك أيضا العلاقة بين الجودة الشاملة وتخطيط ومراقبة الإنتاج، إذ يمكن تحسين دقة التنبؤ والتخطيط من خلال جمع وتحليل البيانات حول الأداء السابق وملاحظات العملاء، فهي تمكّن الجودة الشاملة المؤسسات من تطوير خطط إنتاج أكثر واقعية ودقة. ومن النقاط المهمة أيضا، يجب تقليل الهدر وتحسين الكفاءة، وذلك باستخدام أدوات الجودة لكي يتم التعرف على نقاط الضعف في العمليات الإنتاجية ومعالجتها.
كذلك تحقق لنا الجودة الشاملة سرعة الاستجابة للتغيّرات السريعة التي تتعلق بالعرض والطلب، أو ظروف التشغيل، وتعمل الجودة الشاملة على تحسين التواصل بين الأقسام حيث تؤدي إلى تعزيز التنسيق بين فرق التخطيط، الإنتاج، والجودة، ما يقلل من الأخطاء والتأخير، والقدرة السريعة على معالجة العقبات.
الخلاصة باتت إدارة الجودة الشاملة بنجاح، تمثل عملية فاعلة لتطوير عمليات التخطيط، ومن ثم تفعيل نظام المراقبة بشكل جيد كي تتم معالجة الأخطاء بشكل فوري وسريع، ومثل هذه الخطوات في حال تحققت فإنها تؤدي بالنتيجة إلى مضاعفة الإنتاج وفي نفس الوقت زيادة كبيرة في الجودة وهذا يعني نجاحا كبيرا للمؤسسة الإنتاجية وتقدما حاسما في ميدان المنافسة المحتدم.
اضافةتعليق