منتدى الشباب : تجربة للنهوض بشريحة الشباب العراقي

  في سعي حثيث ومتواصل لمركز الفرات للتنمية والدراسات الستراتيجية ، وضمن مشاريع التنمية المجتمعية التي يعمل على تحقيقها ،  تم الإعلان في كربلاء في الساعة الرابعة والنصف من عصر يوم الاثنين الموافق 12/5/2014 عن تأسيس منتدى الشباب كمشروع واعد يتبناه المركز لمناقشة مشاكل الشباب ، والوقوف على ابرز التحديات والعقبات التي تعترض طريق هذه الشريحة المهمة من شرائح المجتمع العراقي ، وتقديم الحلول والتوصيات لأصحاب الشأن لمعالجتها والنهوض بدور الشباب في بناء حاضر ومستقبل العراق  ، وجرى الاتفاق على جعل مواعيد النشاطات الحوارية والفكرية وورش العمل الخاصة بالمنتدى في تمام الساعة الرابعة والنصف من عصر يوم الاثنين من كل أسبوع ، وقد حضر الجلسة التأسيسية للمنتدى عدد كبير من الشباب الكر بلائي ، ومن مستويات معرفية ومهنية عالية ، أكدت الثقة بان شباب العراق أصحاب وعي ومعرفة وطموح عالي ، وفي نفس الوقت لديهم هموم وطنية واجتماعية كبيرة يأملون بإصلاحها وبناء مجتمعهم بشكل أفضل ، كما أكدت الثقة بأن  شباب العراق هم قوة جبارة فاعلة قادرة على التخطيط لمستقبل أفضل .

 


     ووضع مركز الفرات من خلال المنتدى خطة بعيدة المدى لتحويل الشباب من قوة غائبة إلى قوة فاعلة في المجتمع ، تساهم في إعادة هيكلية التفكير السليم ، وكيفية التخطيط لمواجهة ومجابهة مشاكل الحياة المختلفة ، بعد أن بينت الإحصاءات الواقع المؤلم للشباب العراقي ، حيث أن معدل الفقر في العراق حسب الإحصاءات هو 43 % ، وضحية هذه الإحصائية الشباب في الدرجة الأساس ، أما معدل البطالة فكان 40 % ، وكان الشباب ضحية هذه الآفة  ، لذا كانت فقرتي البطالة والفقر ، أهم نقطتين للحوار في الحلقة النقاشية الأولى للمنتدى، وكانت مداخلات الشباب المشاركين في الحلقة  تعكس وعيهم وإدراكهم العاليين ، فحسن  وهو احد الشباب الحاضرين يرى إن غياب الورش والملتقيات الفكرية جعلت العجز واليأس صفتان متلازمتان للشباب ، فغابت المبادرة مشيدا بدور المركز في إحياء روح البحث والورش البحثية الشبابية ،

أما الشاب حيدر (موظف شاب في صحة الهندية) فقد أشار إلى أن الفقر يسبب إحباط كبير في مستويات التفكير السليم ، وأوصى بضرورة الارتقاء بالشباب فكريا ثم تطبيقيا وميدانيا ، وأشار الشاب نبيل (طالب جامعي) إلى أن السبب يكمن في عدم وجود اهتمام لعقلية الشاب ، ونرجو أن نبدأ بإعداد خلية فكرية إصلاحية وورش وبحوث وورقات عمل ، لوضع الآلية التي من خلالها يمكننا كسر الحاجز السلبي في تفكير الشباب ، وأوضح الشاب حسين (ناشط في التنمية الشبابية) إلى انه يجب أن ننمي قدرات الشاب ونجعله يفكر ويبدع عبر تنمية هذه القدرات ، فضلا عن عقد ورش مستمرة من شأنها أن تهتم بمقترحات الشباب وتأخذ مشاكله الحقيقية مأخذ التنفيذ ، وخلق فرص عمل وتفعيل القطاع الخاص ،

أما الشاب منتظر (خريج جامعة) فكانت تصب بالدرجة الأساس على البطالة التي اعتبرها سببا مباشرا في التضييق على الشاب ومنعه من الإبداع ، بل ومنعه من أن يشفى من أمراض نفسية كبيرة تعلقت به جراء ذلك  ، الشاب مهند ألشريفي ( طالب جامعي ) فقد اتفق مع الأستاذ منتظر بالقول إن الشباب قوة غائبة بسبب الفقر والبطالة وأعطى مثلا على إن الشاب إذا لم يمتلك ابسط مقومات الحياة كيف له أن يفكر بإصلاح مجتمعه ، بل بالعكس سيتحول إلى أداة لبث السلبية واليأس فالأولى أن يصلح حاله ثم يصلح من حوله ( مجتمعه) ، اما الشاب حيدر فكانت مداخلته تنصب بالدرجة الاساس على ضرورة عقد ورش عمل مستمرة لوضع الحلول اللازمة لمعالجة التراجع الفكري السلبي وسنتمكن من حل هذا الإشكال اذا خططنا جيدا ونفذنا بدقة خطة اصلاح شاملة بالتعاون مع الدولة لانها عنصر مهم في تغيير واقع الشباب ،

 

{img_2}


أما الشاب رحيم (طالب جامعي) فذكر أن هناك اختلاف في عقلية الشباب وهذا الاختلاف ينبغي دراسته وتوحيد الخطة الاصلاحية على اساس الاختلاف بين مستويات التفكير ، في حين كان رأي الشاب معتصم عبد الهادي ان الاقتصاد والفقر والجهل وعدم الترفيه عوائق أمام الشباب تمنعهم من أن يأخذوا مكانهم الحقيقي في الاصلاح المجتمعي الشامل ، اما الشاب محمد معاش ( مسؤول العلاقات العامة في مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام ) فكان يرى أن الشاب يجب ان يبادر للإصلاح وعليه أن لا يلقي أسباب تأخره على الدولة فقط ، من جانبه الشاب جهاد قحطان (طالب جامعي) يعتقد أن الشاب عاجز عن تحقيق رغباته في التفكير لعدم وجود ثقافة مجتمع يتقبلها وهذا بحد ذاته إشكال ، ورأى الشاب مصطفى الموسوي ان الشاب عليه ان يفكر ويضغط باتجاه تحقيق مصالحه ومصالح مجتمعه ، وشاركه في هذا الرأي الشاب محمد الصافي ، اما الأستاذ باسم الزيدي ( باحث في مركز المستقبل للبحوث والدراسات ) فقد ذكر أن هناك اشكالية واشتباك يجب حله ، ويكمن هذا الاشتباك بين الدولة والشاب وينبغي ان يحدث تعاون وانسجام تبادلي بين الدولة وفئة الشباب ، ورأى السيد علي الطالقاني ( باحث في مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام ) أن يجلس الشاب يخطط ويضع الحلول وكان امله بمنتدى الشباب ان يتحول الى ورشة عمل للإصلاح الاجتماعي الشامل .

وشهدت الحلقة النقاشية رعاية كبيرة من الشيخ مرتضى معاش (مدير مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام) الذي جاءت أطروحاته نابعة عن شعور عميق بهموم الشباب ومشاكلهم ، ولعل اهم هذه الطروحات هو امله في تحول المنتدى الى منبع لصفاء الافكار ونقائها ، ومكان يجتمع من خلاله الشباب لوضع المشكلة في دائرة الضوء والبحث عن اسبابها وسبل حلها ، وتبني الافكار البناءة الطموحة التي من شأنها ان تضع مسيرة الشباب في الطريق السليم .

أخيرا فقد جرى الاتفاق في الحلقة النقاشية على جعل عنوان الحلقة النقاشية القادمة ( تغيير أنماط التفكير لدى الشباب ).

التعليقات