اسعار النفط الى اين؟

أسهم الاتفاق النفطي بين اعضاء اوبك والبلدان المصدرة للنفط الخام الى كبح جماح التقلبات الحادة التي شهدتها اسواق النفط العالمية منتصف العام 2014، ودفع الاسعار صوب مديات توازنية مقبولة للبلدان النفطية وملائمة ايضاً لاستمرار زخم النمو الاقتصادي العالمي. حفز ذلك البلدان المنضوية تحت مظلة تجميد الانتاج الى تمديد الاتفاق النفطي عاما اخر ليسري حتى نهاية كانون الاول من العام الجاري. وساعد تقليص معدلات الانتاج في امتصاص تخمة المعروض النفطي العالمي التي ولدها تجاوز بلدان اوبك على الحصص المقررة ودخول النفط الصخري الى اسواق الطاقة العالمية فضلاً على زيادة معدلات انتاج النفط الخام من البلدان المصدرة للنفط خارج اوبك كروسيا. ويزيد التزام البلدان المنخرطة في الاتفاق المذكور، بالسقوف الانتاجية المقررة، من صدقية وتأثير الاتفاق الجديد على الاسواق وهو ما انعكس بشكل واضح في الثبات النسبي الذي شهدته اسعار النفط مؤخراً وملامسة حاجز 75 دولار للبرميل.

افاق التأرجح القادم

رغم ما شهدته اسواق النفط من استقرار نسبي واسعار توازنية خلال الشهور والاسابيع الماضية، بدأت بعض العناصر المحركة لديناميكيات العرض والطلب تلوح في الأفق وتنذر بتأرجح حاد قد يعصف بأسواق النفط العالمية مجددا، مع صعوبة التكهن بدقة حول اتجاه بوصلة الاسعار في الايام والاسابيع القادمة نظرا لتضارب اتجاهات تلك العناصر. وفي هذا السياق يمكن تقسيم العناصر المتوقع تأثيرها في الاسواق النفطية الى مجموعتين الاولى تدفع باتجاه رفع الاسعار والثانية تضغط باتجاه خفض الاسعار، وفيما يلي توضيحا لأبرز تلك القوى:

العناصر الدافعة للأسعار

يتوقع ان تتسلل العوامل السياسية مجددا الى اسواق النفط العالمية بسبب المخاوف من انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، خصوصا بعد اعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما وصفه بالأدلة على برنامج أسلحة نووية إيراني سري. وقد منح ترامب بريطانيا وفرنسا وألمانيا مهلة حتى 12 أيار/ مايو لإصلاح ما يراها عيوبا في الاتفاق النووي المبرم مع إيران في العام 2015 وإلا فإنه سيعيد فرض العقوبات من جديد، ولا يخفى ما لذلك من أثر على الاسواق النفطية، نظرا لما ستخلفه العقوبات الجديدة من اختفاء لقرابة 2.6 مليون برميل يوميا من الاسواق وبالتالي قد ترتفع الاسعار لقرابة 100 دولار للبرميل إذا لم يعوض النقص في الامدادات بشكل او باخر. من جانب اخر، يظهر استطلاع أجرته رويترز بأن الالتزام الشديد بتخفيضات الإنتاج التي تقودها أوبك وروسيا منذ أكثر من عام والطلب العالمي القوي على النفط وتعطل إمدادات بعض الدول في الشرق الأوسط من المرجح أن ترفع متوسط سعر النفط هذا العام. 

عوامل خفض الاسعار

لا يزال الرئيس الامريكي دونالد ترامب مصراً على اشعال حرب تجارية بين الولايات المتحدة واوربا وعدد من الدول الاسيوية كالصين، لتحفيز الاقتصاد الامريكي ومحاولة اتباع سياسة افقار الجار مع بعض الدول وبالخصوص المانيا والصين. ولا يخفى ما لذلك من تأثير مباشر في كبح معدلات النمو الاقتصادي العالمي وادخال الاقتصاد في نفق ركودي جديد قد يطيح بأسعار النفط مجددا الى معدلات متدنية، خصوصا إذا ماردت تلك الدول بسياسات مماثلة، مما قد يقوض معدلات النمو الاقتصادي الهش الذي يشهده الاقتصاد العالمي منذ اندلاع الازمة المالية العالمية عام 2008.

ايضا يلاحظ هبوط أسعار النفط الخام مؤخرا مع ملامسة الدولار أعلى مستوياته في أربعة أشهر، فقد ارتفع الدولار ليتحول إلى تحقيق مكاسب منذ بداية العام 2018 أمام سلة من العملات الأخرى، وهو ما يزيد من تكلفة النفط المقوم بالعملة الأمريكية على حائزي العملات الأخرى. 

على جانب العرض، افصحت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الصادرة في تقريرها الشهري إن إنتاج الولايات المتحدة من الخام ارتفع 260 ألف برميل يوميا ليصل بالإجمالي إلى 10.26 مليون برميل يوميا في فبراير شباط، مسجلا أعلى مستوياته على الإطلاق. وهذا يتطابق مع توقعات الخبراء من انعكاس التعافي في اسعار النفط الخام في معدلات الانتاج الامريكي من النفط الصخري. فقد بين الخبير النفطي دانيال هاينز بان ارتفاع أسعار النفط قد يولد نمو الإنتاج الأمريكي سريعا في الأشهر المقبلة، واشار الى ان أسعار الخام قد تبقى مرتفعة على المدى القصير، إلى أن تؤدي زيادة أنشطة الحفر في الولايات المتحدة إلى تسارع نمو الإنتاج وبالتالي زيادة المعروض العالمي وانخفاض الاسعار. 

واخيرا تشير بيانات تقرير معهد البترول الأمريكي الصادر مؤخراً، الى ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بمقدار 3.4 مليون برميل لتصل إلى 432.575 مليون برميل في نهاية شهر مارس آذار، وهو عنصر ضغط على مستويات الاسعار الجارية.

وهكذا يتضح وجود جملة من العناصر، وباتجاهات متعاكسة، تطوق الافاق المستقبلية لأسعار النفط الخام، مع التأكيد على صعوبة التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية التي قد تشهدها اسواق النفط العالمية تحت ضغوط القرارات الترامبية اللاعقلانية التي تزيد المشهد تعقيدا.

التعليقات

دريد محمودالشاكر العمزي
العراق
2018-5-10
لمذا لم ترتفع اسعار النفط وبوجود الازمة في سوريا
بين السطور تجد النتيجة

ليس من باب التنبؤ ولا من باب الاقتصاد ولامن باب السياسة,الا انه من باب المصلحة فقط ,,وخروج عن المالوف ,,والتاكيد على انكم يا اصحاب النفط ليس من اصحاب القرار في الاقتصادالعالمي في الوقت المطلوب
ان ما سعت اليه الشركات الاحتكارية وصلت اليه قبل ان نقوله وقبل ان نعلمه ولا يدور بخاطرنا انه سيكون بالشكل الذي هو عليه الان.
كان العراق اذا اعلن ان انتاج النفط العراقي سيتاثر انتاجه بحالة انفلونزا الطيور
التي من المحتمل ان تحدث في مطلع الشهر الفلاني ,,يزداد سعر النفط على اثر ذلك وتعقد مؤتمرات لاوبك واوابك .
واذاصرح فلان بان ناقلات النفط ستتاثر بالانواء الجوية ارتفع سعرالنفط
فكيف اذا صرحت ايران بانها ستسد مضيق هرمز اكيد سيرتفع سعر النفط لانه فعلا موقف كبير جدا ولان 18,5مليون برميل يخرج عبره يوميا الى العالم ,هذا موقف يستحق الوقوف عنده
وجائت الاحداث الاخيرة والتي انذرت باشتعال حرب عالمية عسكرية ثالثة من شدة وهول التصريحات وبالخصوص الروسية ,بانها ستحرق بالكويت و بالسعودية وبدول خليجية اخرى وبالتالي سيتوقف انتاج النفط
ومن جانب اخر ستحرق ايران من قبل امريكا وهناك اهداف بعدد كذا ستضرب ,
ودخلت المنطقة بتعداد الاهداف العسكرية والامنية والاقتصادية والنفطية والى ما لانهاية من الاهداف ..وكل يحسبها بحسابه
ودخل في حساباتنا ان سعر النفط سيقفز الى ما فوق المئة دولار على اقل لمدة شهر لحين تحلحل الموضوع وحسبنا العائدية للعراق وحسبنا الخسائر للعالم
وبالخصوص ان العراق ناى بجانبه عن الموضوع جله اعلاميا على اقل تقدير
وعندما رجعنا الى انفسنا ولوهلة قصيرة فوجئنا اننا كنا في حسابات خاطئة
ان العراق وسوريا كانتا في حرب ولمدة خمسة سنوات او اكثر ولم يرتفع سعر النفط بل في انخفاظ ترتيبي اقتصادي وسياسيي اكثر
وكان مجيئ ترامب هو الموضوع.....
ليجد اقتصاديات دول ومنطقه في وضع متازم على المديان القريب والبعيد وليجد نفسه اقوى من اي رئيس امريكي جاءقبله ويجيئ بعده,,ونحن والحمد لله كنا نزايد على ,,نسوانيته وعلى شعره ,,وعلى بناته,,وسكرتيراته وانجرالعلم كله لذلك غير ان حقيقة الامرليس كذلك
واغفل الروس هذا الموضوع بانجراهم مرة ثانية الى التسليح الذي اسقط الاتحاد السوفياتي وهذه المرة دخلو بالقوة العسكرية مع الدول ذات العلاقة السلبية مع دول العالم ذات المحور السياسي النفطي ومسكو العود من الربع الاخير ليقطعو الطريق على الارباع الاخرى وسيكلفهم هذا الكثير الا ان لامناص ,فالشحصية القيادية لبوتين الاستخبارتية لاتسمح له ان يلعب لعبة الصغار
ان انخفاض سعرخام برنت كا تظحية مقبوله ومدفوعة الثمن للشركات من تعويضات الخامات والامتيازات الاخرى في بلدان العالم وهي قبول السياسات الامريكية ان لها الحق في سياسة تسويق النفط
ان انتاج سوريا من النفط الخام ليس ذا تاثير على السوق العالمي وليس ذا تاثير على السياسة السعرية في العالم حيث(لنغفل المستقبل قليلا)
ان انتاج سوريا من الخام 0,3برميل يوميا وهو بيدالروس في الاونة الاخيرة بعد خروجه (والعسكريين السوريين السراق )من يد داعش والتي قامت بتهريبه و شاركت في شراءه اغلب دول الجوارتهريبا وبسعر رخيص وماقام به اشخاص وشركات نقل من الحكومات تحت مرئى ومسمع العالم
وهذه النسبةلاتمثل سوى 3,1%من الانتاج العراقي و8,9% من الانتاج السعودي
ولا حتى تصل الى ماينتج من شمال العراق
واكيدان حالة النفط والمنشات النفطية في كلا البلدين لاتسمحان بالتاثير على السوق العالمي
كان الهدف الاساسي لتخفيض اسعار النفط هوتعويض البلدان الراسماليةالمشاركة في الحرب على ماخلقته من ارهاب واستمرارايجاد تعوض بشكل دائم ولا يصعب عليها خلق اي مبرارت ,لذا يجب ان لايرتفع سعر النفط اكثر من هذاالسعر التوازني الموجود
كما ان ارتفاع اسعار الخام يعني انتعاش نسبي للوضع الاقتصادي الايراني والروسي ويمدها بمبالغ بالنسبة لايران لتعويض عن العقوبات المفروضة وروسيا ستوفر اموال لخدمة تدخلها العسكري الكبيرفي سوريا, اذ يجب ان لاترتفع الاسعار .
وهذا له وقع على سعر النفط في سوريا والذي يجب ان لايخلق اي مردود مالي للحكومة السورية ,ولو على المدى القريب, ونحن لانعلم الكثير عن الوضع الاقتصادي السوري بشكل مفصل والى اين يقودها هذا النزاع من ناحية القروض والاقتراض ومن يقوم بالصرف عليها الان وهل سيتمكن الروس من الاستمرار في هذا المستنقع
كما اننا كعراق كانت الكثيرمن دول العالم معنا ضد الارهاب وحصلنا على قروض ومنح وظمانات لاتزيد عن انتاج العراق لمدة خمسة اشهرباقصى حال
السياسة النفطية عالم متشعب وكله يدور في الخفاء
ان اي تخفيض يفرض على السعودية بعدالتزامها ببقاءالانتاج على حاله سترفظه او اي زيادة قليلة في انتاجها كذلك لانها دفعت مبالغ واشترت اسلحة من جراء العلاقة مع اليمن وايران والحملة العسكرية التي لاتخفي على احد ....ولم يرتفع سعر النفط..وفي قلب الانتاج النفطي العالمي واليمن تنتج اكثر من سوريا وما يسرق ويهرب منه يصل الى مليون برميل يوميا
ولم يتاثر سعر النفط,,,بحرب قائمة وحرب ذات محور دولي الى حدما
ثم هل ان الوضع الاقتصادي السوري الان قائم على الدعم الايراني له وعلى الاصدارات النقدية الجديدة ,فاي زيادة في الاسعار ستدعم الاقتصادي السوري (لحزب البعث ) والذي حرم من السياحة والتحويلات الخارجية كما ان الروس لاينفقون مثل الامريكان
وهل يخفى على احد التهديدات بين اقوى اقتصادين في المنطقة السعودية وايران واهميتهما في العالم النفطي ولم ترتفع اسعار النفط
بينما في عام 2017 ارتفع سعر النفط بسبب الخلافات بين المركز والاقليم في العراق
وباعصاصير الاخوات التي كانت تظرب امريكا تاثر سعر النفط
بينما تارجح نحوى الارتفاع اثر تصريح ترامب حول الاستيراد الامريكي لبعض المواد من الصين اومن اوربا
ونؤكد ان انخفاض سعر النفط السياسي المرحلي سيؤثر على اقتصاديات دول ثلاث محورية في المنطقة (العراق وسوريا وايران) ومعهم روسيا ايظا
وفي ملاحظة للواقع الجيو سياسي في المنطقة ان هناك ثلاثة ازمات دولية لم تؤثر على سعر النفط فكيف تكون نظرية المؤامرة
اليمن وسوريا وكل من السعودية وايران(مع ان البلدين يشنون حملة تهديدات منذعام 1975 ولحد الان ولم ينشب خلاف غير ذلك)
انها متابعة بالحظات للمنطقة لاهميتها ومن اكثر من جهه وتتوافق الاراءبسرعة ليتخذ قرار
ولم يتاثر داخليا حتى سعر صرف الدولار
نظن كل الظن ان الحرب في سوريا على النفط والغاز ...لا طبعا ..حسمت هذه اللعبة دوليا..الان هي على الخطوط الناقلة لانها ليست دولية بل مناطقية وهل من المعقول ان تقف سوريا حائلا امام مد خط انابيب الغاز والنفط
ماذا لو مدت هذه الانابيب الى العقبة وبعد سويعات سيصل الى اوربا الغاز اوالخام وهل هناك ائمن من دار السيد
وان في العالم اكثر من 300 الف كم انابيب نفط وغاز ,,,,,,وقفت عندنا الاالحرب
ان محدودية الضربةعلى سوريا جائت اقتصادية اولا وسياسية ثانيا اقتصادية لاتستفيد منها الدول المشتركة في الدفاع عن سوريا وسياسيا مرت اما بالاتفاق مع موسكو او فوق قوتها العسكرية في التصدي للهجمات الصاروخية وتحذير لها ولم نلاحظ حتى فلم روسي لاطلاق الصواريخ اكد ذلك على انها اطلقت وبعدها عرفت موسكو بوتيمن؟؟؟؟؟؟
وان السوريين ردو بعض الهجمات وكذبت من قبل سوريا
محور الموضوع لم يرتفع سعر النفط الخام لوجود دول تستفاد من ذلك خارج الخطة المرسومة لتسويق النفط عالميا
ومن هذه العملية اننا لانملك الارادة في ارضنا على املاكنا وعلى ثرواتنا في التسويق والتسعير
ومادامت الطاقة البديلة تمشي ببطء فان ساحةاللعب العالمية هي ديارنا
ومادام الاقتصاد في البلدان الراسمالية يصاحبه هزات اقتصادية متقاربة فيجب السيطرة على اي تاثير خارجي
والحماقة اننا منتجون ومجهزون لاهم مادة اقتصادية في العالم ولا زالت اقتصادياتنا بقدم واحد عرجاء ولم نخرج من خانة الدول النايمة
فهل تعيها اذن واعية
استنتاجاتكم من بين السطور
تحياتي
المستشار والمحكم الدولي
عضو مجلس امناء مركز الاسكندرية للتحكيم الدولي
عضو الهيئة الاستشارية لغرفة تجارةبغداد
aalaanezi@yahoo.com
14/4/2018